زمزم والحجر الأسود
زمزم والحجر الأسود
زمزم
قال الإمام الصادق (ع): لما ولد إسماعيل حمله إبراهيم واُمّه وأقبل معه جبرئيل حتى وضعه في موضع الحِجر ومعه شيء من زاد وسقاء فيه شيء من ماء والبيت يومئذ ربوة (الربوة: ما ارتفع من الارض) حمراء من مدر، فقال إبراهيم لجبرئيل(ع): ههنا أمرت قال: نعم، ومكّة يومئذ سلم وسمر(اسمان لشجرين) وحول مكّة يومئذ ناس من العماليق (العمالقة قوم من ولد عمليق بن لاوز بن ارم بن سام بن نوح، وهم أمم تفرقوا في البلاد).
وفي رواية أخرى عنه (ع):(فلمّا ولّى إبراهيم قالت هاجر: يا إبراهيم إلى من تَدعنا؟ قال: أدعكما إلى ربّ هذه البنية، وفي رواية إلى من تركتنا؟ فقال: إلى الله عزَّ وجلَّ. وعنه (ع) لَمّا ارتفع النهار عطش إسماعيل وطلب الماء، فقامت هاجر في الوادي في موضع المسعى ونادت: هل في الوادي من أنيس؟ فغاب عنها إسماعيل، فصعدت على الصفا ولمع لها السراب في الوادي وظنّت أنّه ماء، فنزلت في بطن الوادي وسعت... حتى فعلت ذلك سبع مرّات، (وفي رواية حتى صنعت ذلك سبعاً فأجرى الله ذلك سنّة) فلّما كان في الشوط السابع وهي على المروة نظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجله، فعادت حتى جمعت حوله رملا، فإنّه كان سائلاً فَزَمّته بما جعلته حوله، فلذلك سُمّيت (( زمزم )).
وقال (ع): (فلمّا رأت الطيرُ الماء حلّقت عليه، فمرَّ رَكب من اليمن يريد السفر، فلمّا رأوا الطير قالوا: ما حلّقت الطير إلاّ على ماء،فاتَوهم فسَقَوهم من الماء فأطعموهم الركبُ من الطعام، وأجرى الله عزَّ وجلَّ لهم بذلك رزقاً، وكان الناس يمرُّون بمكّة - فيطعمونهم من الطعام ويسقونهم من الماء.
وفي رواية عنه (ع): (... ثم أقبلت راجعة إلى ابنها، فإذا عقبه يَفْحَص في ماء، فجمعَتْه فساخ (أي رسب وثبت)، ولو تركته لساح (أي جرى على وجه الأرض).
وروي عن النبي (ص) أنه قال: (رحم الله هاجر أمّ إسماعيل، لو تركتها لكانت ماءً مَعِيناً).
وفي فضلها قال رسول الله (ص): ( زمزم دواء لما شُرب له ).
وقال أمير المؤمنين (ع): (ماء زمزم خيرُ ماء على وجه الأرض).
وورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (إذا فرغ الرجل من طوافه وصلّى ركعتين فليأت زمزم، وليستقِ منه ذَنوباً أو ذَنوبَين (الذَّنوب: الدلو العظيمة) وليشرب منه، وليصبّ على رأسه وظهره وبطنه ويقول: (اللهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً، وَرِزْقاً واسِعاً، وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَسَقَمٍ) ثم يعود إلى الحجر الأسود. وورد أن أبا الحسن (ع) كان يقول إذا شرب من زمزم : بسم الله، الحمد لله، الشكر لله.
الحجر الأسود
قال رسول الله (ص): (الحجر الأسود من الجنّة)، وقال الإمام الباقر (ع): نزلت ثلاثة أحجار من الجنّة: الحجر الأسود استودعه إبراهيم و ........ قال أبو جعفر (ع): إنَّ الله استودع إبراهيم الحجر الأبيض، وكان أشدّ بياضاً من القراطيس، فاسوّد من خطايا بني آدم.
قال رسول الله (ص): الحجر يمين الله في الأرض، فمن مسح يده على الحجر فقد بايع الله أن لا يعصيه.