مقابر ومراقد: مقبرة المعلاة والمهاجرين

   مقبرة المعلاة :
    لمكة المشرفة مقابر عدة منها المقبرة المعروفة بـ (المعلاة)، تقع هذه المقبرة في الشمال الشرقي لمكة، على شارع الحجون، على الجهة اليمنى لآتي المسجد الحرام، وعلى الجهة اليسرى للذاهب إلى المعابدة، سميت هذه المقبرة بأسماء عديدة، منها: المعلى، وأبي طالب، وقريش، وبني هاشم، وجنة المعلى ومقبرة خديجة.
    يوجد في هذه المقبرة آباء وأجداد النبي صلى الله عليه وآله وبنو هاشم بما فيهم عمه ابو طالب ويوجد فيها قبر خديجة (رض)، والمقبرة مجزأة ومرتبة بحيث أن قبور آباء وأجداد النبي صلى الله عليه وآله وبني هاشم تقع في شمال المقبرة، ودفن فيها أيضاً جملة من الصحابة والتابعين، نذكر جملة من الذين دفنوا في هذه المقبرة على نحو الاختصار:
    قبر أبو طالب بن عبد المطلب عم الرسول (ص)
    قبر خديجة زوجة الرسول (ص)
    قبر عبد المطلب بن هاشم جدّ الرسول (ص)
    قبر القاسم ابن الرسول (ص)
    قبر قصي بن كلاب (الجد الأعلى لرسول الله صلى الله عليه وآله)

    مقبرة المهاجرين في مكة :
    وهي التي عند الحصحاص، تقع على يمين الهابط من ريع الكُحل يريد الزاهر، بأصل الجبل، وتبعد عن أول جسر ريع الكحل قرابة المائتي متر،وقد شق طريق في هذه المقبرة، ليصعد إلى العمائر الحديثة التي أقيمت في سفح الجبل، فوق المقبرة، فصارت المقبرة كأنها مقبرتان، ولا يُدفن فيها اليوم.
    روى الفاكهي بأن أناساً أقروا بالإسلام، ولم يهاجروا، فلما كان يوم بدر خرج بهم المشركون كرهاً، فقاتلوا وقتل منهم البعض، وأنزل الله: {الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم}... إلى قوله: {فعسى الله أن يعفو عنهم} ثم قال تعالى: {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان} فكتب بذلك من كان بالمدينة إلى من كان بمكة ممن كان قد أسلم، فقال رجل من بني بكر - وكان مريضاً -: أخرجوني إلى الروح، فخرجوا به، فلما بلغوا به الحصحاص مات، فأنزل الله تعالى: {ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله...}.
    وقال ابن جُريج: ما زلت أسمع وأنا غلام أنها قبور المهاجرين.