مقابر ومراقد: مرقد النبي (ع) وأربعة من الأئمة (ع)

   مرقد النبي (ص) :
    توفي رسول الله (ص) في حجر الإمام علي (ع) وكانت وفاته (ص) يوم الاثنين على المشهور بين العلماء عند الزوال لليلتين بقيتا من صفر وغسله الإمام علي (ع) وجهزه وصلى عليه ودفنه في حجرته (ص) في المكان الذي هو عليه اليوم في المسجد النبوي الشريف.

    مرقد الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام :
    الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) الإمام الثاني من الأئمة الاثني عشر ولد بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان، سنة ثلاث من الهجرة، جاء النبي صلى الله عليه وآله فأُخرج إليه، فقال: اللهم إني اعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم، وأذن في اذنه اليمنى وأقام في اليسرى، سماه النبي صلى الله عليه وآله حسناً، ولم يكن يعرف هذا الاسم في الجاهلية،كنيته: ابو محمد، وأشهر القابه: التقي، والزكي، والسبط، والمجتبى،شارك إلى جنب أمير المؤمنين في معركة الجمل وصفين والنهروان،وبعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام بايعه أهل العراق، ثم اضطر إلى الصلح مع معاوية على شروط معينة فرضي معاوية بذلك.
    وقال المدائني: دس إليه معاوية سماً على يد جعدة بنت الأشعث زوجة الحسن، وقال لها: إن قتلته بالسم فلك مائة ألف، وأزوجك يزيد ابني، فمرض أربعين يوماً. فلما مات وفى لها بالمال ولم يزوجها يزيد، وقال: أخشى أن تصنعي بابني ما صنعت بابن رسول الله صلى الله عليه وآله،وكانت وفاته عليه السلام بالمدينة، يوم الخميس، لليلتين بقيتا من صفر، سنة خمسين للهجرة،ومما أوصى به الحسن عليه السلام إلى أخيه الحسين عليه السلام:((أن تدفنني مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فإني أحق به وببيته، فإن أبوا عليك فأنشدك الله بالقرابة التي قرب الله عز وجل منك والرحم الماسة من رسول الله صلى الله عليه وآله أن لا تهريق في أمري محجمة من دم، حتى نلقى رسول الله صلى الله عليه وآله فنختصم إليه، ونخبره بما كان من الناس إلينا))، وفي رواية لابن عبد البر: أنهم لما استلأموا في السلاح، بلغ ذلك أبا هريرة، فقال: والله ما هو إلا ظلم، يمنع الحسن أن يدفن مع أبيه! والله إنه لابن رسول الله صلى الله عليه وآله،ثم حمل الحسن عليه السلام إلى البقيع، ودفن بجوار جدته فاطمة بنت أسد، في مقابر بني هاشم في دار عقيل.

مرقد الإمام علي بن الحسين عليه السلام :
    علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رابع الائمة الاثني عشر الملقب بـ: زين العابدين، ولد في المدينة المنورة، سنة 38 هجرية، وتوفي في المدينة في 25 من المحرم سنة 94 من الهجرة، عاش مع جده أمير المؤمنين عليه السلام سنتين، ومع عمه الحسن 12 سنة، ومع أبيه الحسين 23 سنة، ومع أبيه بعد عمه الحسن 10 سنين، حضر واقعة كربلاء المفجعة وعمره 24 سنة على الأكثر، لكنه كان مريضاً، ملقى على فراشه، وقد انهكته العلة والمرض، وعاش بعد أبيه 34 سنة، وهي مدة إمامته. وقد عاصر كل من يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك، توفي في زمن الوليد بن عبد الملك، ودفن في البقيع مع عمه الحسن بن علي.

    مرقد الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام :
    محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب خامس الائمة الاثني عشر ولد بالمدينة سنة 56 من الهجرة، وقيل: سنة 57، أمه فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، كنيته: أبو جعفر. وألقابه كثيرة، اشهرها: الباقر أو باقر العلم، توفي بالمدينة سنة 114 هـ، وعمره سبعة وخمسون سنة، منها مع جده الحسين عليه السلام أربع سنين، ومع أبيه بعد جده 35 سنة، وبعد أبيه 18 سنة وهي مدة إمامته، وقد عاصر كل من ملك الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، توفي في عهد يزيد بن عبد الملك، ودفن في البقيع مع أبيه علي بن الحسين والإمام الحسن بن علي عليهم السلام.

    مرقد الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام :
    جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) الإمام السادس من الأئمة الاثني عشر، امه أم فروة، واسمها فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، كنيته: أبو عبد الله، ألقابه كثيرة أشهرها: الصادق، لصدق حديثه، ولد بالمدينة، سنة 80 من الهجرة، وقيل: سنة 83، عاش 65 سنة، وقيل: 68 سنة، أقام منها مع جده علي بن الحسين 12 سنة وقيل 15 سنة، ومع أبيه بعد جده 19 سنة، وبعد أبيه 34 سنة، وهي مدة إمامته، وقد عاصر كل من ملك هشام بن عبد الملك ونسله، وإبراهيم بن الوليد، ومروان بن محمد الحمار، والسفاح، والمنصور، توفي بعد مضي عشر سنين من ملك المنصور العباسي ودفن في البقيع.