مقابر ومراقد: قبور شهداء أحد وواقعة الحرة

قبور شهداء أحد في البقيع :
    سقط في معركة أحد حوالي 70 شهيداً في صفوف المسلمين، وعلى رأسهم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وآله، ووقع عدد من الجرحى أيضاً، إلا أن مجموعة من هؤلاء الجرحى كانت جراحاتهم بليغة فأدت إلى شهادتهم في المدينة، فدفنوا في البقيع على بعد حوالي 20 م من قبر إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله.

قبور شهداء واقعة الحرة :
    في سنة 63 هـ طلب يزيد بن معاوية من أمير الجيش مسلم بن عقبة المري ان يزحف نحو المدينة، لأن أهلها يعارضونه، وأنهم لم يبايعوا، قدم المدينة ونزل حرة واقم - إحدى حرتي المدينة، وهي الشرقية، وخرج إليه أهل المدينة يحاربونه، وعلى رأسهم عبدالله بن حنظلة - ابن حنظلة غسيل الملائكة الذي استشهد في أُحد - وقتل منهم حوالي سبعة آلاف رجل من الأنصار والمهاجرين من الصحابة والتابعين، ودخل جنده المدينة واستباحوها ثم أحضر الأعيان لمبايعة يزيد بن معاوية، فلم يرضَ إلا أن يبايعوه على أنهم عبيد يزيد بن معاوية، فمن تلكأ أمر بضرب عنقه.
    دفنت مجموعة من شهداء الحرة بالبقيع بجوار شهداء أحد، وهي غرفة كانت مسقوفة والآن بلا سقف.
 
    - قبر عبد الله بن عبد المطلب (والد النبي (ص)) :
    عبد الله بن عبد المطلب خرج في تجارة إلى الشام، تاركاً زوجته آمنة حاملاً، فلما عاد من الشام مر على المدينة، ونزل على أخواله بني النجار، فمرض هناك ومات، ورسول الله صلى الله عليه وآله حمل، لما توفي عبد الله بن عبد المطلب دفن في دار النابغة الواقعة في شارع المناخة، وهي من الدور التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وآله، كما روى ذلك ابن شبة، تقع هذه الدار في قبال باب السلام، أي جنوب غربي المسجد النبوي صلى الله عليه وآله، الا أنه وبسبب التوسعة هدمت هذه المقبرة.

- مقبرة شهداء أحد عند جبل احد :
    أحد جبل من جبال المدينة المنورة، على نحو ميلين أو ثلاثة منها، وورد فيه عن النبي صلى الله عليه وآله: ان أحداً هذا جبل يحبنا ونحبه.
    معركة أحد كانت في شهر شوال سنة ثلاث من الهجرة، وأهم أسبابها أن قريش لما أصيبت ببدر مصيبة لم يرزؤوا بمثلها، فاستنهضهم أبو سفيان بن حرب لذهاب أكابرهم، فجمع قريباً من ثلاثة آلاف من قريش وحلفائهم، وجاءوا بنسائهم لئلا يفروا، ثم أقبل بهم نحو المدينة فنزل قريباً من جبل أحد، بمكان يقال له عينين - وهو الجبل المقابل لجبل أحد ويسمى جبل الرماة-، فلما علم رسول الله صلى الله عليه وآله بالخبر، عن طريق كتاب أرسله إليه العباس بن عبد المطلب، وذكر له عددهم فيه. صلى النبي صلى الله عليه وآله الجمعة، ثم وعظ المسلمين، وأمرهم بالجهاد، ثم خرج في ألف من الصحابة، واستخلف ابن أم مكتوم على الصلاة بمن بقي في المدينة، في أثناء الطريق تخلف عبد الله بن أبي بنحو ثلث العسكر.
    عقد النبي صلى الله عليه وآله ثلاثة ألوية:
    1 - لواء المهاجرين بيد علي بن أبي طالب عليه السلام.
    2 - لواء الأوس بيد أسيد بن حضير.
    3 - لواء الخزرج بيد الحباب بن المنذر.
    نزل النبي صلى الله عليه وآله الشعب من أحد، وجعل ظهره إلى أحد، ونهى الناس عن القتال حتى يأمرهم، فلما اصبح يوم السبت تهيأ للقتال، وهو في سبعمائة، فيهم خمسون فارساً، وجعل الرماة على الجبل، وأمرهم أن يلزموا مركزهم، وأن لا يفارقوه ولو رأوا الطير تتخطف العسكر، وكانوا خلف الجيش، وأمرهم ان ينضحوا المشركين بالنبل لئلا يأتوا المسلمين من ورائهم.
    كان شعار المسلمين يومئذ: أمت أمت، وكان النصر للمسلمين على الكفار، فانهزموا وولوا مدبرين، فلما رأى الرماة هزيمتهم تركوا مركزهم، وقالوا: يا قوم الغنيمة الغنيمة! فذكرهم أميرهم عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يسمعوا، وذهبوا لطلب الغنيمة. فعندئذ كرّ فرسان المشركين يقودهم خالد بن الوليد، فوجدوا الثغر قد خلا من الرماة، فجازوا منه وتمكنوا حتى أحاطوا بالمسلمين، فأكرم الله بعضهم بالشهادة وهم سبعون.
    قال الطبري: وقفت هند وصواحباتها على القتلى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يمثلن بهم، وبقرت هند بطن حمزة عن كبده فلاكته فلم تستطع أن تستسيغها فلفظتها، وقطعت أنفه وأذنيه وجعلت ذلك كالسوار في يدها وقلائد في عنقها حتى قدمت مكة.
    وكان من الشهداء: حمزة سيد الشهداء ومُصعب بن عمير، وعبد الله بن جحش، وعبد الله بن جبير، ومجموعة ما يقرب من سبعين شهيداً من أجلاء الصحابة، أمر النبي صلى الله عليه وآله أن يدفن الاثنان والثلاثة في قبر واحد، وكان النبي صلى الله عليه وآله كلما أتي بشهيد جعل حمزة معه وصلى عليهما، حتى خصه بسبعين تكبيرة.
    بنوا مسجداً في المكان الذي صرع فيه حمزة، يعرف بمسجد المصرع.
    وأهم المعالم فيها وحولها:
    1 - قبر حمزة سيد الشهداء ومصعب بن عمير وعبد الله بن جحش، ومكان مسجد حمزة الأصلي.
    2 - قبور الشهداء.
    3 - مسجد أحد، أو مسجد الإمام علي عليه السلام، أو حمزة عليه السلام.
    4 - المكان الذي جرح فيه رسول الله صلى الله عليه وآله.
    5 - مكان مسجد المصرع، وهو الوادي والمكان الذي صرع فيه حمزة.
    6 - مكان مسجد الرماة، المكان الذي وقف فيه الرماة.
    7 - مكان مسجد الفسح، أو مسجد جبل أحد.
    8 - مكان مسجد الثنايا أي المكان الذي كسرت فيه ثنايا النبي صلى الله عليه وآله.
    9 - مسجد المستراح، وهو المكان الذي استراح فيه رسول الله صلى الله عليه وآله بعد وقعة أحد.
    10 - مسجد الدرع أو مسجد البدائع، وفيه صلى النبي صلى الله عليه وآله صلاة العصر والعشاء والصبح، ولبس فيه لباس الحرب، فلذا سمي بمسجد الدرع.