تجديد النبي إبراهيم (ع) لبناء البيت

تجديد النبي إبراهيم (ع) لبناء البيت
   لقد حج النبي آدم (ع) البيت، ومن بعده النبي نوح وهود وصالح (ع)، وهكذا كانت سيرة الانبياء (ع) وديدنهم على حج بيت الله الحرام، حتى انتهى الأمر إلى النبي إبراهيم (ع) فقام بتجديد البيت ورفع قواعده قال تعالى{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} عن أبي عبدالله (الصادق) (ع) قال: (فلمّا أذن الله له في البناء قدم إبراهيم (ع) فقال: يا بنيَّ قد أمرنا الله ببناء الكعبة، وكشفا عنها فاذا هو حجر واحد أحمر، فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليه ضع بناءها عليه، وأنزل الله عزَّ وجلَّ أربعة أملاك يجمعون إليه الحجارة، فكان إبراهيم وإسماعيل (ع) يضعان الحجارة والملائكة تناولهما، حتى تمّت اثنى عشر ذراعاً، وهيّئا له بابين: باباً يدخل منه وباباً يخرج منه...، فعملا لهما سترين طولهما اثنى عشر ذراعاً فعلّقاهما على البابين...)
   وعنه (ع) (إنّ الله عزَّ وجلَّ أمر إبراهيم ببناء الكعبة وأن يرفع قواعدها ويرى النّاس مناسكهم، فبنى إبراهيم وإسماعيل البيت كلَّ يوم سافاً (الساف: كل عرق من الحائط) حتى انتهى إلى موضع الحجر الأسود ... فوضعه موضعه) وجاء عنه (ع): (لَمّا أمر إبراهيم وإسماعيل (ع) ببناء البيت وتمَّ بناؤه قعد إبراهيم على ركن ثمَّ نادى هلمّ الحج هلمّ الحجَّ، فلو نادى: هلمّوا إلى الحج لم يحج إلاّ من كان يومئذ إنسيّاً مخلوقاً، ولكنّه نادى هلمّ الحجَّ فلبّى النّاس في أصلاب الرِّجال: لبيّك داعي الله لبيّك داعي الله عزَّ وجلَّ...).