مساجد المدينة: القبلتين والإجابة والغمامة

    مسجد القبلتين :
    ويقع على هضبة مرتفعة بطرف الحرة الغربية التي تسمى حرة الوبرة، وعلى شفير وادي العقيق، والمسافة بينه وبين مركز المدينة حوالي أربعة كيلو متر، يؤدي إليه شارع المناخة من طريق سلطانة (شارع الجامعة الإسلامية حالياً) وسمي بمسجد القبلتين لنزول التشريع الألهي بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام أثناء صلاة النبي (ص) الظهر فيه من يوم الاثنين، الموافق للنصف من شهر رجب على رأس سبعة أشهر من الهجرة، قال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ).

    مسجد الإجابة :
    يقع هذا المسجد في شمالي البقيع، على يسار السالك إلى العريض، فوق تلال هي آثار قرية بني معاوية بن مالك بن عوف من الأوس، وهو مسجدهم، وبهم يسمى اليوم، سمي بمسجد الإجابة لما ورد من حديث عامر بن سعد عن أبيه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أقبل ذات يوم من العالية، حتى إذا مرّ بمسجد بني معاوية دخل فصلى ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربه طويلاً ثم انصرف إلينا، وسمي بمسجد المباهلة، لما ذكر من أن في هذا المكان حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وصحب معه أمير المؤمنين علي وابنته فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ليتباهل مع نصارى نجران، ولكي يظهر أحقية الإسلام، ودعاهم إلى المباهلة، ولمّا جاؤوا ورأوا تلك الوجوه وقعت في قلوبهم الخيفة، فعلموا أن لو باهلوهم لنزل عليهم العذاب،خرب المسجد ورمم وأصلح عدة مرات، وأما الآن فقد أُعيد بناؤه، وهو اليوم عبارة عن إنشاء هيكلي من الخرسانة المسلحة، ويتكون من رواقين وصحن، وقد بدل اسمه الآن وأطلق عليه مسجد بني معاوية.

    مسجد الغمامة أو مسجد المصلى :
    يقع هذا المسجد جنوب غرب المناخة، على مسافة قريبة من المسجد النبوي، ويبعد حوالي 500 م عن باب السلام، سمي بمسجد المصلى لأن النبي صلى الله عليه وآله صلى فيه صلاة العيد في العام الثاني من الهجرة وقيل: أتخذ الرسول صلى ا لله عليه وآله موضع هذا المسجد مسجداً لصلاة الأعياد إلى آخر حياته الشريفة.
    كما أطلق عليه اسم مسجد الغمامة، لأن الشمس حُجبت عن الرسول صلى الله عليه وآله عند صلاته بهذا المكان بغمامة، حيث كان الرسول صلى الله عليه وآله يصلي الأعياد في المدينة المنورة في الفضاء بالصحراء، وكانت صلاته في منطقة المناخة وما حولها، وعرفت المناخة بمصلى الأعياد للنبي صلى لله عليه وآله،كان بناء هذا المسجد كما ذكر على يد عمر بن عبدالعزيز في ولايته للمدينة من قبل الوليد بن عبدالملك الأموي، حوالي سنة 91 - 93 هـ، إذ أنه جدد كل المساجد التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وآله،تبلغ مساحة المسجد 773 م2، وتعلوه ستة قباب وقبوتان، وإلى جنبه يوجد مسجد الإمام علي عليه السلام.