تأريخ مكة قبل الإسلام:
    - لقد كانت مكة المكرمة في عمقها التأريخي مهوى قلوب أنبياء الله (عليهم السلام) ومحط أنظارهم ومعراج عبادتهم فهي بحق محج الأنبياء منذ عهد آدم (ع) وإلى عهد عيسى (ع) قبل بعثة الرسول الخاتم (ص).
    - وأول من بنى بيت الله الحرام ووضع أساسه هو نبي الله آدم (ع)، وكان جبرائيل (ع) مرشداً له في مناسكه المباركة، وقد اشار الله سبحانه إلى ذلك في كتابه الكريم، حيث قال {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} البقرة/ 127، والقواعد جمع قاعدة أي الأساس، حيث كانت قواعد البيت موجودة قبل ذلك، وكان آدم (ع) هو الذي بنى البيت أولاً كما قلنا ثم عفا اثره، فرفع قواعده وبناه من جديد النبي إبراهيم (ع) فلما قدم إبراهيم (ع) مكة مع ابنه إسماعيل، أمره الله تعالى أن يبني له بيتاً، فدله جبرائيل (ع) على المكان، فشرع إبراهيم (ع) يبني وإسماعيل (ع) يناوله الحجارة، وهما يقولان: (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم)، ولما فرغ إبراهيم (ع) من بناء البيت أمره الله أن يؤذن في الناس بالحج.
    - وسائل الشيعة: 11/ 128 و 13/ 208
    
    - فان ابراهيم الخليل (ع) هو الذي رفع قواعد البيت العتيق (الكعبة) ووضع حدود الحرم الشريف بدلالة جبرائيل (ع) بعد ان قدم اليها مع ابنه اسماعيل وامه هاجر من فلسطين، وذلك سنة 1892 ق. م، وجددت بعد ابراهيم (ع) من قبل قريش، وكان البيت يحجه الناس من عهد آدم حتى طوفان نوح فاندثر بعده حتى بوأ الله مكانه لابراهيم (ع)، لما اراد عمارته، وكانت مكة ممراً للقوافل وسوقاً للتجارة فيما بعد حيث كانت عين زمزم التي نبعت تحت قدمي اسماعيل ملاذاً للقبائل وممراً للقوافل كما صرح بذلك القرآن الكريم : {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} إبراهيم: 37.