• الموقع : حملة مركز الإمام الخوئي - نيويورك .
        • القسم الرئيسي : التفاصيل العامة : .
              • القسم الفرعي : فلسفة الحج وأفعاله .
                    • الموضوع : فلسفة الميقات والإحرام والتلبية .

فلسفة الميقات والإحرام والتلبية

    فلسفة الميقات :
  1 - المواقيت بوابات لحرم الله الأقدس ولا يمكن للإنسان أن يتجاوز هذه البوابات إلا بشروط معينة. فيقف الإنسان أمام هذه البوابة الشامخة موقف العبد الراجي رحمات الله وفيوضاته: (إلهي قرعت باب رحمتك بيد رجائي، وهربت إليك لاجئا من فرط أهوائي) (1).
  2 - المواقيت منزل من منازل اليقظة والشعور حيث يستشعر الإنسان عظمة الوفود على الله عز وجل فيمنع نفسه عن الشهوات ليكون أهلا أن يرتدي بهاء العاشقين المخلصين لله، فلا يشرك مع الله أحدا فإن (القلب حرم الله فلا تسكن في حرم الله غير الله).
  3 - المواقيت موطن للتأمل في باطن الإنسان وظاهره، فيخرج من دائرة: {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا...} (2).
    المصادر:
  (1) دعاء الصباح/ المفاتيح ص 60.
  (2) الأعراف: 179.


    فلسفة الإحرام :
    1 - عن الإِمام الصادق (عليه السلام): وجب الإِحرام لعلّة الحرم (1).
    2 - عن الإِمام الرضا (عليه السلام): فإِن قيل: فلم اُمروا بالإِحرام؟ قيل: لأن يخشعوا قبل دخولهم حرم الله وأمنه، ولئلاّ يلهوا ويشتغلوا بشيءٍ من اُمور الدنيا وزينتها ولذّاتها، ويكونوا صابرين فيما هم فيه قاصدين نحوه مقبلين عليه بكلّيّتهم، مع ما فيه من التعظيم لله عزّ وجلّ ولبيته، والتذلل لانفسهم عند قصدهم إلى الله تعالى، ووفادتهم اليه، راجين ثوابه، راهبين من عقابه، ماضين نحوه، مقبلين إليه بالذّل والاستكانة والخضوع (2).
  3 - الإحرام في أساسه هجرة من الظلمات الباطنية إلى النور، ومن الخطأ والعصيان إلى الطاعة والإيمان، وروعة هذه الهجرة تتجلّى بسير الحاج الحثيث للقاء ربه حال الدعاء المنطوق: (اللهم خرجت من شقة بعيدة وأنفقت مالي ابتغاء مرضاتك) و(أحرم لك شعري وبشري ولحمي ودمي وعظامي ومخي وعصبي من النساء والثياب والطيب، أبتغي بذلك وجهك والدار الآخرة).
  4 - إن التجرد من الملابس المعتادة ولبس ملابس الكفن يقمع في الإنسان شهوات النفس والأهواء، ويبعده عن التفكير في الدنيا، ويوجهه إلى الخالق، فتسمو روحه وتظهر الخضوع لله تعالى، وتبتعد عن شوائب الكبرياء، والاستعلاء، وتخلص العمل لله عز وجل.
  5 - إن لبس ملابس الإحرام معناه الرجوع إلى الذات، أو استكشاف الإنسان لنفسه بعد ما تجرد عن كل قيم الأرض فإن كل هذه الأحاسيس تجعل للمحرم أرضية خصبة للشعور بالفقر والحاجة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} (3).
    المصادر:
  (1) الفقيه: 2/ 195/2122.
  (2) علل الشرايع: 274 آخر الحديث9.
   (3) فاطر: 15.
 

    فلسفة التلبية :
    1 - عن أبان، عمّن أخبره، عن الصادق (عليه السلام): قلت له: لِمَ سمّيت التلبية تلبية؟ فقال: إِجابةً، أجاب موسى (عليه السلام) ربّه (1).
    2 - عن علي بن جعفر: سألته (أي الإمام الكاظم (عليه السلام)) عن التلبية: لم جعلت؟ قال: لأن إبراهيم (عليه السلام) حين قال تبارك وتعالى: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً }، نادى فأسمع، فأقبل الناس من كل وجهة يلبّون، فلذلك جُعلت التلبية (2).
    3 - عن سليمان بن جعفر: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن التلبية وعلّتها، فقال: إِنّ الناس إذا أحرموا ناداهم الله عزّ وجلّ، فقال: عبادي وإِمائي، لأحرّمنكم على النار، كما أحرمتم لي فقولهم: لبّيك اللهم لبّيك، إِجابة لله عزّ وجلّ على ندائه لهم (3).
 
  4 - عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع): (... واعلم أنه لا بد من التلبيات الأربع ...، وهي الفريضة، وهي التوحيد، وبها لبى المرسلون) (4).
  فإن كلمة (لبيك) يراد بها الاستجابة لنداء إبراهيم (ع) فيما أمره الله به، من الأذان بالناس للحج يدعوهم إلى الإقبال على الله الواحد الأحد ونبذ الصنمية من خلال التوحيد الإبراهيمي.
  5 - إن كلمة  (لبيك) استجابة لدعوة الله تعالى، (لبيك لا شريك لك..) نفي الشريك، و(إن الحمد والنعمة لك..) اقرار بالحمد واعتراف بالنعمة.
  6 - إن كلمة (لبيك) ينضوي تحتها الإذن بالدخول إلى حرم الله الآمن بقلب مطمئن، فعن الرضا (ع): (إن الناس إذا أحرموا ناداهم الله تعالى ذكره، فقال: يا عبادي وإمائي، لأحرِّمنكم على النار كما أحرمتم لي، فقولهم: لبيك اللهم لبيك، إجابة لله عز وجل على ندائه لهم) (5).
    المصادر:
  (1) علل الشرايع: 418/ 4.
   (2) قرب الاسناد: 237/933.
  (3) الفقيه: 2/ 196/2124.
   (4) وسائل الشيعة 12/ 383.
   (5) وسائل الشيعة 12/ 375.


  • المصدر : http://www.alkhoeihaj.us/subject.php?id=4
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28