• الموقع : حملة مركز الإمام الخوئي - نيويورك .
        • القسم الرئيسي : التفاصيل العامة : .
              • القسم الفرعي : من ذاكرة التاريخ .
                    • الموضوع : الحج قبل الإسلام 2 .

الحج قبل الإسلام 2

الحج قبل الإسلام 2
    التلبية:
    وذكر (محمد بن حبيب) ان طواف أهل الجاهلية بالبيت اسبوعاً، وذكر انهم كانوا يمسحون الحجر الأسود، ويسعون بين الصفا والمروة، وكانوا يلبّون، وذكر ان نسك قريش كان للصنم إساف، وان تلبيتهم: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك))، وان تلبية من نسك للعزى: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك، ما أحبنا اليك))، وان تلبية من نسك للات: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك، كفى ببيتنا بنيّة، ليس بمهجور ولا بلية، لكنه من تربة زكية أربابه من صالحي البرية)).
    وقد تعرّض (اليعقوبي) لموضوع التلبية، فقال: فكانت العرب، إذا أرادت حج البيت الحرام، وقفت كل قبيلة عند صنمها وصلّوا عنده، ثم يلبوا حتى يقدموا مكة، فكانت تلبياتهم مختلفة، وكانت تلبية قريش: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك، تملكه وما ملك. وكانت تلبية كنانة: لبيك اللهم لبيك، اليوم يوم التعريف، يوم الدعاء والوقوف. وكانت تلبية بني أسد: لبيك اللهم لبيك، يا رب أقبلت بنو أسد، أهل التواني والوفاء 992والجلد اليك. وكانت تلبية بني تميم: لبيك اللهم لبيك، لبيك عن تميم، قد تراها قد أخلقت أثوابها وأثواب من وراءها، وأخلصت لربها دعاءها.
    و(التلبية) إجابة المنادي، أي إجابة الملبي ربه. وقولهم: لبيك اللهم لبيك، معناه اجابتي لك يا رب، واخلاصي لك. وقد كان الجاهليون يلبّون لأصنامهم تلبيات مختلفة، وقد ذكر (أبو العلاء المعري)، ان تلبيات العرب جاءت على ثلاثة أنواع: مسجوع لا وزن له، ومنهوك، ومشطور.
    وختم (أبو العلاء المعري) رأيه عن التلبية بقوله: ((والموزون من التلبية يجب أن يكون كله من الرجز عند العرب، ولم تأت التلبية بالقصيد، ولعلهم قد لبّوا به ولم تنقله الرواة)).
    التلبية هي من الشعائر الدينية التي أبقاها الإسلام، غير أنه غير صيغتها القديمة بما يتفق مع عقيدة التوحيد. فصارت على هذا النحو: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)). وتردد جمل التلبية بصوت مرتفع، ولعل ذلك لاعتقاد الجاهليين أن في رفع الصوت إفهاماً للصنم الذي يطاف له بأن الطائف قد لبى داعيه، وأنه استجاب لأمره وحرص على طاعته.
 
        السعي:
    ومن مناسك الحج الطواف بالصفا والمروة، وعليها صنمان: اساف ونائلة، وكان الجاهليون يمسحونهما، وكان طوافهم بهما قدر طوافهم بالبيت، أي سبعة أشواط، تقوم بذلك قريش، أما غيرهم فلا يطوفون بهما، وذلك على أغلب الروايات. ويظهر ان الصفا والمروة من المواضع التي كان لها أثر خطير في عبادة أهل مكة، ففي حج أهل مكة طوافان: طواف بالبيت، وطواف بالصفا والمروة، وكان إساف بالصفا، وأما نائلة فكان بالمروة، ولابد أن يكون لاقتران الاسمين دائماً سبب، و(المسعى) هو الرابط المقدس بين هذين الموضعين المقدسين عند الجاهليين.
    وكان أهل مكة يتبركون بلمس الحجر الاسود، ثم يسعون بين الصفا والمروة، ويطوفون بإساف أولاً ويلمسونه، كل شوط من الطواف ثم ينتهون بنائلة.
    ويلبّون لهما: وكانت تلبيتهم لهما: ((لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك، إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك))
وكان المسلمون بعد مجئ الاسلام يتحرّجون من الطواف بهما وعليهما الاصنام، قال تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} نزلت حين تحرّج المسلمون من الطواف بهما وعليهما الأصنام أو حين ظنوا أن السعي بهما شيء صنعه المشركون.
    ويتبين من غربلة الأخبار أن الذين كانوا يطوفون بالصنمين المذكورين ويسعون بينهما، هم من عبّاد الصنمين وهم قريش خاصة.
    وذكر أهل الأخبار أن السعي بين الصفا والمروة شعار قديم من عهد هاجر أم إسماعيل، و(السعي) في الإسلام سبعة أشواط، تبدأ بالصفا، وتختم بالمروة، وكان الجاهليون يبدأون بـ (الصفا) وينتهون بـ (المروة) كذلك.
 
    الوقوف في عرفة:
    ومن مناسك حج أهل الجاهلية الوقوف بـ (عرفة)، ويكون ذلك في التاسع من ذي الحجة ويسمى (يوم عرفة)، ومن (عرفة) تكون (الإجازة) للإفاضة إلى (المزدلفة)، ومن (المزدلفة) إلى (منى)، وقد كان الجاهليون من غير قريش يفيضون من عرفة عند غروب الشمس، وأما في المزدلفة فعند شروقها، وكان الذي يتولى الإجازة رجلاً من تميم يقال له (صوفة)، ثم انتقلت إلى (صفوان) من تميم كذلك، ولم يكن (الحمس) يحضرون عرفة، وإنما يقفون بالمزدلفة، وكان سائر الناس يقف بعرفة.
    قال تعالى {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} المراد به إلافاضة من عرفات وانه أمر لقريش وحلفائها وهم الحمس لأنهم كانوا لا يقفون مع الناس بعرفة ترفعاً عليهم، ولا يفيضون منها ويقولون: نحن أهل حرم الله فلا نخرج منه، وكانوا يقفون بالمزدلفة ويفيضون منها، فأمرهم الله بالمساواة وبالوقوف بعرفة والإفاضة منها كما يفيض الناس، والمراد بالناس سائر العرب، فـ (ثم) لتفاوت ما بين الإفاضتين إذ تلك حرام وهذه واجبة.
    وقيل في تفسير الآية: من جمع ( وهي المزدلفة ) إلى منى بعد الافاضة من عرفات اليها والأمر عام ويراد بالناس إبراهيم والأنبياء.
    وورد أيضاً أن قريشاً وكل حليف لهم وبني أخت لهم، لا يفيضون من عرفات، إنما يفيضون من المغمس، وورد أن قريشاً وكل ابن أخت وحليف لهم، لا يفيضون مع الناس من عرفات، يقفون في الحرم ولا يخرجون منه، يقولون: إنما نحن أهل حرم الله، فلا نخرج من حرمه، وأنهم قالوا ((نحن بنو إبراهيم وأهل الحرمة وولاة البيت، وقاطنوا مكة وساكنوها، فليس لأحد من العرب مثل حقنا، ولا مثل منزلنا، ولا تعرف له العرب مثل ما نعرف لنا، فلا تعظموا شيئاً من الحل، كما تعظمون الحرم. فإنكم إن فعلتم ذلك استخفت العرب بحرمكم، وقالوا: قد عظموا من الحل مثل ما عظموا من الحرم فتركوا الوقوف على عرفة والافاضة منها)).
    وذكر أن قريشاً ومن دان بدينها تفيض من (جمع) من المشعر الحرام، و(جمع) المزدلفة.
    و(عرفة) أو (عرفات) موضع على مسافة غير بعيدة عن مكة، لابد وان يكون من المواضع التي كان يقدسها أهل الجاهلية، وان يكون له ارتباط بصنم من الأصنام، وإلا لما صار جزءاً من أجزاء مناسك الحج وشعائره عند الجاهليين، ويقف الحجاج موقف عرفة من الظهر إلى وقت الغروب، وقد يكون لموقف الجاهليين في عرفة وقت الغروب علاقة بعبادة الشمس، فإذا غربت الشمس اتجه الحجاج إلى (المزدلفة) .
 


  • المصدر : http://www.alkhoeihaj.us/subject.php?id=166
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29