• الموقع : حملة مركز الإمام الخوئي - نيويورك .
        • القسم الرئيسي : التفاصيل العامة : .
              • القسم الفرعي : فلسفة الحج وأفعاله .
                    • الموضوع : وصايا الإمام الصادق (عليه السلام) .

وصايا الإمام الصادق (عليه السلام)

    وصايا الإمام الصادق (عليه السلام)
  قال الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أردت الحجَّ فجرّد قلبك لله تعالى من كلِّ شاغل وحجاب كلِّ حاجب، وفوّض أُمورك كلّها إلى خالقك، وتوكل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك، وسلّم لقضائه وحكمه وقدره، ودَع الدنيا والراحة والخَلق، واخرُج من حقوقٍ تلزمك من جهة المخلوقين، ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك وقوّتك وشبابك ومالك؛ مخافة أن يصيروا لك عدوّاً ووبالاً، فإنَّ من أدّعى رضا الله واعتمد على شيء صيّره عليه عدوّاً ووبالاً، ليعلم أنّه ليس له قوّة ولا حيلة ولا لأحد إلا بعصمة الله وتوفيقه، واستعدَّ استعداد من لا يرجو الرجوع، وأحسن الصحبة، وراعِ أوقات فرائض الله وسنن نبيّه (صلى الله عليه وآله) وما يجب عليك من الأدب والاحتمال والصبر والشكر والشفقة والسخاء وإيثار الزاد على دوام الأوقات.
  ثم اغسل بماء التوبة الخالصة ذنوبك، والبس كسوة الصدق والصفاء والخضوع والخشوع، وأحرم من كل شيء يمنعك عن ذكر الله ويحجبك عن طاعته، ولبّ بمعنى إجابةٍ صافية زاكية لله عزَّ وجلّ في دعوتك له، متمسكاً بعروته الوثقى.
  وطُفْ بقلبك مع الملائكة حول العرش كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت.
  وهرول هرولةً من هواك وتبرّياً من جميع حولك وقوّتك، فاخرج من غفلتك وزلاتك بخروجِكَ إلى منى ولا تتمنَّ ما لا يحلَّ لك ولا تستحقّه.
  واعترف بالخطايا بعرفات، وجدّد عهدك عند الله بوحدانيّته.
  وتقرب إلى الله ذا ثقة واتّقِه بمزدلفة، واصعد بروحك إلى الملأ الأعلى بصعودك الى الجبل .
  واذبح حنجرَتَي الهوى والطمع عند الذبيحة.
  وارمِ الشهوات والخساسة والدناءة والذميمة عند رمي الجمرات.
  واحلق العيوب الظاهرة والباطنة بحلق رأسك.
  وادخل في أمان الله وكَنَفِهِ وستره وكلاءته من متابعة مرادك بدخولك الحرم، وزُرِ البيت متحقّقاً لتعظيم صاحبه ومعرفة جلاله وسلطانه، واستلم الحجر رضىً بقسمته وخضوعاً لعزّته.
  وودّع ما سواه بطواف الوداع.
  وصفّ روحك وسرّك للقاء الله يوم تلقاه بوقوفك على الصفا، وكن بمرأى من الله نقياً عند المروة، استقم على شروط حجّتك هذه ووفاء عهدك الذي عوهدت به مع ربّك وأوجبت له إلى يوم القيامة، واعلم أنَّ الله لم يفرض الحجّ ولم يخصّه من جميع الطاعات بالإضافة إلى نفسه بقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} (1) ولا شرع نبيّه (صلى الله عليه وآله) سنّة في خلال المناسك على ترتيب ما شرعه، إلا للإستعداد والإشارة إلى الموت والقبر والبعث والقيامة وفضل بيان السبق من دخول الجنة أهلها، ودخول النار أهلها، بمشاهدة مناسك الحجّ من أولّها إلى آخرها، لأولي الالباب وأولي النهى (2).
  المصادر:
  --------
  (1) آل عمران 3: 97.
  (2) مستدرك الوسائل ج 10/ 172/ 11771، عن مصباح الشريعة عنه البحار: 99/ 124/1.
 


  • المصدر : http://www.alkhoeihaj.us/subject.php?id=15
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29