• الموقع : حملة مركز الإمام الخوئي - نيويورك .
        • القسم الرئيسي : التفاصيل العامة : .
              • القسم الفرعي : معالم الحج: المواقيت .
                    • الموضوع : التنعيم والحديبية .

التنعيم والحديبية

التنعيم
   التنعيم: احد مواقيت ادنى الحل يقع في الشمال الغربي لمكة المكرمة، بينها وبين سَرف (الذي فيه قبر أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث زوجة رسول الله) على طريق مكة - المدينة، المار بوادي فاطمة (المعروف قديما بمر الظهران).
   ويعرف موضع الإحرام اليوم بـ (العمرة)، وفيه مسجد يعرف بـ (مسجد عائشة) نسبة إلى عائشة زوجة رسول الله (ص) لأن أخاها عبدالرحمن بن أبي بكر أحرم بها للعمرة من التنعيم امتثالاً لأمر رسول الله (ص) عندما أمره بذلك - كما يذكر المؤرخون.
   ويقع المسجد الجديد الذي شيّدته الحكومة السعودية في جنوبي علمي الحرم المكي الماثلين حالياً، وقريباً من موقع المسجد الذي كان قبله في هذا الموضع.
   وقد أصبح المكان اليوم حياً من أحياء مكة السكنية والصناعية يعرف بحي العمرة.
   هذا ما هو عليه اليوم، ولكنا نقرأ لدى غير واحد من المؤرخين الجغرافيين ما يلمح إلى أن التنعيم الذي هو حدود الحرم وموضع الإحرام غير الموضع المعروف حالياً بالعمرة الذي فيه المسجد المسمى بمسجد عائشة.
   قال أبو إسحاق الحربي الخراساني (ت 285 هـ) في كتابه المناسك ص 467: ((والتنعيم وراء القبر (قبر ميمونة) بثلاثة أميال قبل مسجد عائشة، وهو موضع الشجرة، وفيه مسجد وأبيات، ومنه يحرم من أراد أن يعتمر)).
   ثم قال: ((عن مالك بن دينار عن القاسم عن عائشة: أن النبي أعمرها من التنعيم ثم مسجد عائشة بعده بنحو ميلين دون مكة بأربعة أميال)).
   وقال المحب الطبري المكي (ت 694 هـ) فيما حكاه عنه محقق اخبار مكة للازرقي رشدي ملحس بهامش الكتاب المذكور 2/ 130 -: ((أبعد من أدنى الحل إلى مكة بقليل وليس بطرف الحل)).
   وقال أبو الطيّب الفاسي المكي في شفاء الغرام 1/ 289: ((الثاني: التنعيم المذكور في حدّ الحرم من جهة المدينة المنورة وهو أمام أدنى الحل كما ذكر المحب الطبري، قال: وليس بطرف الحل، ومن فسره بذلك تجوّز وأطلق اسم الشيء على ما قرب منه، وأدنى الحل إنما هو من جهته، ليس موضع في الحل أقرب إلى الحرم منه، وهو على ثلاثة أميال من مكة، والتنعيم أمامه قليلاً، في صوب طريق وادي مر الظهران، انتهى بنصه)).
   ثم قال الفاسي: ((وقال صاحب المطالع: التنعيم من الحل بين مكة وسَرف على فرسخين من مكة، وقيل: على اربعة أميال)).
   وجاء في كتاب وفاء الوفا للسمهودي (ت 911 هـ): (( قال الأسدي: والتنعيم وراء قبر ميمونة بثلاثة أميال، وهو موضع الشجرة، وفيه مسجد لرسول الله (ص) وفيه آبار، ومن هذا الموضع يحرم من أراد أن يعتمر، ثم قال: ميقات أهل مكة بالاحرام مسجد عائشة، وهو بعد الشجرة بميلين، وهو دون مكة بأربعة أميال، وبينه وبين أنصاب الحرم غلوة )).
   والشجرة التي أشار إليها هنا هي شجرة هليلجة كانت في المسجد المعروف بمسجد الهليلجة ثم سقطت.
   وقال أحمد بن عبدالحميد العباسي من مؤرخي القرن العاشر الهجري في كتابه (عمدة الأخبار) ص 144 ((والتنعيم وراء قبر ميمونة بثلاثة أميال)).
   وقال المقدم عاتق بن غيث البلادي مؤرخ الحجاز المعاصر في كتابه (على طريق الهجرة ص 10: (ويقال: إن العمرة كانت في هذا المكان (يعني عند موقع قبر ميمونة) وأن المكيين يعتقدون أنه حدود الحرم، ثم غيّرت العمرة عندما اختل الأمن خوفاً على الحجاج والمعتمرين)).
   إن هذه النصوص المنقولة هنا وأمثالها قد تستدعينا إلى مزيد من البحث والدراسة لتحديد الموضع الذي يحرم منه في التنعيم، وبخاصة وأن النصوص الشرعية لم تحدد المسافات على الطرق المسلوكة بين المسجد أو مكة إلى أدنى الحل بشكل تفصيلي، وإن النصوص الشرعية الأخرى التي حددت مساحة الحرم الاجمالية بريداً في بريد - مثل صحيح زرارة وموثقه عن الإمام الباقر (ع): ((حرّم الله حرمه بريداً في بريد)) فقد تلقي شيئاًمن الضوء يكشف عن هذه المفارقة في تعيين الموضع، وذلك لأن البريد - كما هو معلوم - أربعة فراسخ، وهي تساوي 23 كم أو ما يقرب من ذلك، وهذا المقدار من تحديد المسافة ينطبق - عرفياً - على المسافات إلى حدود الحرم الأخرى الماثلة حالياً، كالجعرانة والحديبية وعرنة، وكذلك أضاة لبين (أو لبن) لأن المسافة إلى كل منها لا تقل عن 20 كم ولا تزيد على 23 كم، بعكس المسافة إلى علمي التنعيم القائمين حالياً لأنها لا تزيد على 6كم. ويمكننا أن نأخذ بالتوزيع المذكور في خبر الفضل، وهو التالي ((عن يمين الكعبة أربعة أميال وعن يسارها ثمانية أميال))، فيكون المجموع 12 ميلاً ويكون البريد هنا ملفقاً ثلثاه يميناً وثلثه يساراً، ولأن العرب يعبرون عن الجنوب باليمين وعن الشمال باليسار يكون المراد باليمين أضاة لبين (أو لبن) لأنها الحد الجنوبي للحرم، والمراد باليسار التنعيم لأنه الحدّ الشمالي للحرم.
   ولكن تبقى عندنا المسافة من الحديبية إلى المسجد، ومنه إلى عرنة - وهما متقابلان - فإنها لا تتم على التلفيق لأن كل واحدة منهما بريد.
   وتبقى أيضاً المسافة من أضاة لبين (أولبن) إلى المسجد فإنها حوالي 18 ميلاً.
   على هذا لا نستطيع أن نعتمد هذا التوزيع الوارد في النص المشار إليه، مضافاً إليه أن النص هذا لم يبلغ مستوى الاعتبار.
   ويضاف إلى ما تقدّم الاختلاف غير اليسير في تقدير المسافة إلى موضع الإحرام في التنعيم المتمثل في الأقوال التالية:
   3 ميل، 4 ميل، 5 ميل، 2 فرسخ، 4 فرسخ، 6 كيلو، 16 كيلو.
   فإن مثل هذا الاختلاف غير موجود في حدود الحرم الأخرى، وما وجد فيها من اختلاف فهو يسير، وقد لا يكون اختلافاً معتداً به لأنه ناشىء عن الأسباب التالية:
   1 - الاختلاف في الذراع المستعمل في العدّ بين:
   - ذراع اليد الذي يساوي 52 سم أو 50 سم أو 48 سم.
   - ذراع الحديد الذي يساوي 58 سم تقريباً.
   - الذراع المعماري الذي يساوي 75 سم.
   2 - الاختلاف في تقدير الميل بالذراع بين:
   6000 ذراع يد.
   4000 ذراع يد.
   3500 ذراع يد.
   2000 ذراع يد.
   3 - الاختلاف في مبدأ العد بين:
   - باب المسجد.
   - باب سور مكة.
   4 - قد يضاف إليه الاختلاف في الطريق المعدود لحصول تغييرات فيه قد تؤثر في تقدير المسافة.
   كما أنه ليس هناك سيرة متصلة أو معتضدة بما يفيد في هذه المسألة، وذوو الخبرة كما رأينا.
   ولذا المسألة تحتاج إلى مزيد من الدراسة نظريةً وميدانية.
   المصدر:
   هداية الناسكين، عبدالهادي الفضلي، ص 90.


الحديبية
   وهي احد مواقيت ادنى الحل وتعرف اليوم بالشُميسي، وتقع الشميسي غربي مكة المكرمة، في الحل، على طريق مكة - جدة القديم - بينها وبين علمي الحرم المكي مسافة قليلة، وبين العلمين ومكة حوالي اثنين وعشرين كيلو متراً.
   سميت بالحديبية نسبةً إلى بئر هناك عند مسجد الشجرة التي تمت تحتها بيعة الرضوان، التي نزل فيها القرآن: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}.
   المصدر:
   هداية الناسكين، الفضلي، ص 93.


  • المصدر : http://www.alkhoeihaj.us/subject.php?id=123
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28