آداب الدخول إلى الكعبة
قال الإِمام الصادق (عليه السلام): لابدّ للصرورة ان يدخل البيت قبل ان يرجع، فإذا دخلته فادخله بسكينة ووقار، ثم ائتِ كلّ زاوية من زواياه، ثم قل: ((اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: ومَنْ دخَلَهُ كانَ آمِناً، فآمنِّي من عذابِ يومِ القيامة))، وصلِّ بين العمودَين اللذين يَليان على الرُّخامة الحمراء، وإِن كثُرَ الناس فاستقبل كل زاوية في مقامك حيث صلّيت، وادعُ الله واسأله (1).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): من دخل الكعبة بسكينة - وهو ان يدخلها غير متكبّر ولا متجبر - غُفر له (2).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أردت دخول الكعبة فاغتسل قبل ان تدخلها، ولا تدخلها بحذاء، وتقول إذا دخلت: ((اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلتَ: ومن دخله كان آمناً فآمنِّي من عذابِ النّارِ)). ثم تصلّي ركعتين بين الاسطوانتين على الرُّخامة الحمراء، تقرأ في الركعة الاولى حم السجدة، وفي الثانية عدد آياتها من القرآن، وتصلّي في زواياه، وتقول: ((اللَّهُمَّ مَنْ تَهَيَّأ فِي هذا اليَوْمِ أَوْ تَعَبَّأ أَوْ أَعَدَّ أو اسْتَعَدَّ لِوِفادَةٍ إلى مَخْلُوقٍ رَجاءَ رِفْدِهِ وجائزتهِ وَنَوافِلِهِ وَفَواضِلِهِ فإِليكَ يا سَيِّدِي تَهْيِئَتِي وَتَعْبِئَتِي وَإِعْدادِي وَاسْتِعْدادِي رَجاءَ رِفْدِكَ وَنَوافِلِكَ وجائزتِكَ، فلا تُخيِّب اليوم رجائي، يا مَنْ لا يخيبُ عليه سائلٌ، ولا ينقُصُهُ نائلٌ، فإِنّي لم آتِكَ اليَوْمَ بِعَمَلٍ صالِحٍ قَدَّمْتُهُ ولا شفاعةِ مخلوقٍ رجوتُهُ، ولكäيُ أتيتُكَ مُقِرَّاً بالظلمِ والإساءةِ على نفسي، فإِنَّهُ لا حُجَّةَ لي ولا عُذرَ، فأسألُكَ يا مَنْ هو كذلك أنْ تُعطيني مسألتي، وتُقيلني عثرتي، وتقلبني برغبتي، ولا ترُدّني مجبوهاً (3) ممنوعاً ولا خائباً، ياعظيمُ يا عظيمُ يا عظيمُ، أرجوكَ للعظيمِ، وأسألُكَ يا عظيمُ ان تغفر لي الذنبَ العظيمَ لا إلهَ إلاّ أنت)). ولا تدخلها بحذاء ولا تبزق فيها ولا تمتخِط فيها، ولم يدخلها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إِلاّ يوم فتح مكّة (4).
عن ذريح: سمعتُ أبا عبد الله (عليه السلام) في الكعبة، وهو ساجد، وهو يقول: ((لا يَرُدُّ غَضَبكَ إِلاّ حلمُكَ، ولا يُجيرُ من عذابِكَ إلاّ رحمتُكَ، ولا نجاءَ مِنكَ إلاّ بالتضرُّع إليكَ، فهب لي يا إِلهي فرجاً بالقدرةِ الّتي بها تُحيي أموات العِبادِ، وبها تنشُرُ ميتَ البلادِ، ولا تُهلكني يا إِلهي غمّاً حتى تستجيب لي دُعائي وتُعرِّفني الإِجابةَ. اللَّهُمَّ ارزُقني العافيةَ إلى منتهى أجلي، ولا تُشمتْ بي عدوِّي ولا تمكِّنهُ من عُنقي. من ذا الّذي يرفعُني إِنْ وضعتني؟ ومَنْ ذا الّذي يضعُني إِنْ رفعتني؟ ! إِنْ اهلكتني فمن ذا الذي يعرضُ لك في عبدكَ أو يسألُكَ عن أمرِك؟! فقد علمتُ يا إِلهي أنّهُ ليس في حلمِكَ ظلمٌ، ولا في نعمتِكَ عجلةٌ، وانّما يعجل من يخاف الفوتَ ويحتاجُ إلى الظُّلمِ الضعيف، وقد تعاليتَ يا إِلهي عن ذلك ،إِلهي فلا تجعلني للبلاءِ غرضاً، ولا لنقمتكَ نَصًباً، ومهِّلني ونفسي، وأقلني عثرتي، ولا تُردَّ يدي في نحري، ولا تتبعني ببلاءٍ على أثرِ بلاء فقد ترى ضعفي وتضرُّعي اليكَ، ووحشتي من النَّاس واُنسي بكَ، اعوذُ بك اليومَ فاعذني، واستجيرُ بِكَ فأجرني، واستعين بكَ على الضَّرَّاءِ فاعنِّي، واستنصرُكَ فانصرني، واتوكَّلُ عليكَ فاكفني، واؤمنُ بك فأمنِّي، واستهديكَ فاهدني، واسترحِمُكَ فارحمني، واستغفِرُكَ ممّا تعلمُ فاغفِر لي، واسترزِقُكَ من فضِلكَ الواسع فارزُقني، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ العليِّ العظيم)) (5).
عن أبي حمزة: رأيت علي بن الحسين (عليهما السلام) في فِناء الكعبة في الليل وهو يُصلّي، فأطال القيام حتى جعل مرّة يتوكّأ على رجله اليمنى ومرّة على رجله اليسرى، ثمّ سمعته يقول بصوت كأنّه باكٍ: ((يا سيِّدي تُعذِّبُني وحُبُّكَ في قلبي؟! أما وعزَّتِكَ لئن فعلتَ لتجمعنَّ بيني وبين قومٍ طالما عاديتَهُم فيكَ)) (6).
عن يونس بن يعقوب: رأيت ابا عبد الله (عليه السلام) قد دخل الكعبة، ثم أراد بين العمودَين فلم يقدر عليه، فصلّى دونه. ثم خرج، فمضى حتى خرج من المسجد (7).
عن معاوية بن عمّار: رأيتُ العبد الصالح (عليه السلام) دخل الكعبة فصلّى ركعتين على الرُّخامة الحمراء، ثم قام فاستقبل الحائط بين الركن اليمانيّ والغربيّ فوقع يده عليه ولزق به ودعا، ثم تحوّل إلى الركن اليمانيّ فلصق به ودعا، ثم اتى الركن الغربيّ ثم خرج (8).
الهوامش:
--------
(1) الكافي: 4/ 529/ 6.
(2) الفقيه: 2/ 206/ 2150.
(3) الجبه، الاستقبال بالمكروهِ النهاية: 1/ 1237.
(4) الكافي: 4/ 528/ 3.
(5) التهذيب: 5/ 276/ 946.
(6) الكافي: 2/ 579/ 10.
(7) الكافي: 4/ 530/ 9.
(8) الكافي: 4/ 529/ 5.
|